ندما تبدأ التفكير في كتابة الملف التعريفي للشركة من السهل الوقوع في فخ “الذاتية” ما يعني أن تكتب الحقائق التي تراها رائعة من وجهة نظرك وتُبرز تلك الجوانب التي يلمع بريقها في عينيك، وهو ما قد لا يكون الأمر نفسه بالنسبة للقاريء! فما بين الذاتية وأخطاء أخرى مثل: الاختصار المخل، والغموض، أو الإسهاب دون داع، أو استخدام اللهجة الإعلانية المباشرة تدور الأخطاء التي تشوب كتابة ملف تعريفي للشركة بما يفقده جاذبيته وحيويته.

لمساعدتك على تجنب ارتكاب هذه الأخطاء وكتابة بروفايل شركة غير تقليدي لا يثير شعورًا بالملل لدى القراء، سوف نكشف في هذه السطور عن كل اللمسات الاحترافية المبتكرة التي من الممكن استخدامها في كتابة الملف التعريفي للشركة، مستلهمين تلك اللمسات من قراءة تفصيلية لبروفايل كبرى الشركات حول العالم.

ما هو الملف التعريفي للشركة؟

الملف التعريفي هو بمثابة عرض تقديمي احترافي للشركة وأعمالها وأنشطتها وغالبًا ما يتضمن قصة مقنعة حول كيفية النشأة فضلًا عن رسالة الشركة وقيمها. ويختلف طول الملف التعريفي من شركة لأخرى إذ يتراوح بين صفحتين وعشرات الصفحات بحسب حجم نمو أنشطة الشركة والجوائز والشهادات التي حصلت عليها.

يُنشر الملف التعريفي بشكل أساسي على موقع الويب بالإضافة إلى أماكن أخرى مثل: حساب لينكد إن وصفحة فيسبوك ومواقع الأحداث والجمعيات ذات الصلة بك، كذلك يُطبع ليطلع عليه زوار المعارض التي تشارك بها. والغرض منه ليس إخبار الآخرين بالمنتجات التي تبيعها -فقط- بل إخبارهم بالسبب وراء ذلك.

تخيل أن الشخص الذي سيقرأ الملف التعريفي لم يسمع بالشركة من قبل ولا يعرف أي شيء عنها سواء كان مستثمرًا ترغب في كسب اهتمامه لزيادة رأس المال أو عميل محتمل يرغب في معرفة المزيد عنك لتزداد قناعته بالشراء. هنا، يقدم له الملف التعريفي الجيد نقاط قوة الشركة بوضوح وثقة ليبرز تفردك وسط المنافسين.

كيفية عمل بروفايل شركة مميز

1. حدد نمط البروفايل

في هذه الخطوة التمهيدية ستكون بحاجة إلى تحديد شكل البروفايل، اختر الشكل الذي تفضل أن يخرج فيه بروفايل الشركة، على سبيل المثال، تستفيد ستاربكس من المساحات البيضاء في إضفاء البساطة على ملفها التعريفي من أجل تركيز انتباه القاريء على تاريخها ومنتجاتها ومهمتها ورسالتها.

من بين الأشكال الأخرى لتصميم البروفايل؛ التصميم المستند إلى الصور، والتصميم الذي يتخذ شكل المخطط الزمني وآخر يتضمن فيديو، وهناك التصميم التشعبي المرتب الذي يقدم نبذة عن كل فئة ولمعرفة المزيد ينبغي أن ينقر الزائر على رابط.

الخطوة التالية لتحديد نمط بروفايل الشركة هو تحديد أسلوب أو نغمة الكتابة والشكل الذي سيخرج به الملف التعريفي للشركة. ومن أجل تحديد الأسلوب اختر الأسلوب المناسب لعملائك من بين الأربعة الآتية:

  • الحماس والعاطفة: علامتك التجارية هي رمز في مجالك وتدعم الآخرين. صف شغفك بتغيير العالم إلى الأفضل، استخدم الأفعال القوية، وابتعد عن عبارات الفتور والسلبية والتردد.
  • الجرأة والتحدي: عبّر عن جرأتك في تحدي الأنماط السائدة وكن نفسك. استخدم الأمثلة الاستثنائية وتبنِّ وجهات النظر غير التقليدية، وتجنب الرطانة والغرور أو المبالغة في الكتابة بالعامية والألفاظ المبهمة، واضبط بوصلتك على الجمهور والرسالة التي تريد توصيلها.
  • المصداقية والثقة: أنت تساعد عملائك بالنصائح والأدوات على تحسين حياتهم، وليس شرطًا أن يكون ذلك من خلال شركتك دائمًا. اكتب بصدق ووضوح وكن وفيًا بكلمتك، لا تكتب ألفاظا تسويقية ولا صيغ التفضيل، ولا تبالغ في  وعودك أو وصف مزايا عملك. اعترف بأي أخطاء أو عقبات واشرح كيف ستعالجها.
  • المرح: أنت تأخذ عملك بجدية ولكنك مرح. استخدم الدعابة والتصاميم المفعمة بالألوان، لا تكن عفويًا أكثر من اللازم ولا تبالغ في استخدام الإشارات الشعبية أو تلك المغمورة.

2. اكتب رسالتك وقيمك

عند كتابة رسالة أو مهمة الشركة، أخبر الناس بما يمثله عملك على نطاق واسع، أعطِ نظرة عامة رفيعة المستوى، ما هو هدفك النهائي وما الذي تسعى لأن تضيفه منتجاتك إلى العملاء. عند مطالعة الملف التعريفي لشركة نايكي للأحذية الرياضية ستجد وصفا للمهمة كالتالي “مهمتنا هي منح الإلهام والابتكار لكل رياضي.. إذا كان لديك جسم ، فأنت رياضي.” وهي المهمة التي تبرز الرؤية الكبيرة للشركة التي تتجاوز بيع الأحذية الرياضية.

أما ديزني فهي تمنح في مهمتها سببًا قويًا لتفضيلها على المنافسين “ترفيه وإعلام وإلهام الناس في جميع أنحاء العالم بالقصص الفريدة والعقول الإبداعية والتقنيات المبتكرة التي تجعلنا رواد الترفيه في العالم”. أما القيم فهي فرصتك لجذب انتباه الجمهور الذي يشاركك القيم نفسها.

تناول مفهومك عن المسؤولية الاجتماعية للشركات أو المشاريع المشتركة التي  بينك وبين منظمات المجتمع المدني. ليس مطلوبًا أن تسرد كل قيمك، بل اسرد بالقدر الذي يثير فضول الجمهور ويوحي بأن هناك قيم معينة تشغل حيزًا في اهتمامات الشركة.

3. احكِ قصتك

يحب الناس المعلومات التي تأتيهم في قالب قصصي أكثر من تلك التي تتخذ شكل الحقائق المجردة، وتعلق هذه المعلومات بدرجة أكبر في ذاكرتهم. يظهر ذلك بوضوح في الملف التعريفي للعديد من الشركات التي تُعد “قصتنا” مكونًا ثابتا به. احكِ قصة الشركة بترتيب زمني مقنع يتدفق بسلاسة، بحيث تتضمن أين ومتى ومن أسسها.

لا تهم التفاصيل بقدر ما يهم الطريق الذي سلكته لتتطور وتنمو. اسرد الإنجازات الرئيسية التي ساهمت في نقل الشركة إلى المكانة التي تحتلها الآن. تبدأ جوجل مثلًا قصتها بالحديث عن ملابسات اللقاء الأول الذي جمع بين المؤسسين لاري بيدج وسيرغي برين ثم تقفز مباشرة بعدها للحديث عن أول لبنة للشركة التي كانت في غرفة السكن الطلابي، ثم تختصر التاريخ الطويل للشركة – الذي يبدأ من عام 2008 وإلى الآن- فيما لا يتجاوز ثلاثة فقرات.

اكتب القصة بالطريقة التي تجعل القاريء وكأنه في قلب الأحداث. ويمكنك تحسين ظهور صفحة البروفايل في محرك البحث بعمل روابط تشعبية، بما يسمح به السياق مع منتجاتك أو خدماتك مثلما يتضح من بروفايل شركة Blurb. إذ يساعد ذلك القارئ على معرفة التفاصيل ويبقيه فترة أطول على الموقع لمعرفة المزيد. أما ستاربكس ففضلًا عن سردها لقصة نشأتها، أضافت معلومات عن تسمية الشركة ومن أي شيء استوُحي شعارها؟

وإذا مرت شركتك بمحطات عديدة منذ النشأة يمكنك سرد قصتك بطريقة أكثر تنظيمًا عبر ترتيبها على شكل مخطط زمني مع إدراج صور لعمل توازن بصري جيد بين النص والصورة مثل: بروفايل Nordstrom. تتطلب كتابة القصة أسلوب احترافي مقنع، لأجل ذلك يمكنك توظيف كاتب محترف على موقع مستقل لمساعدتك في إنجاز البروفايل الذي يلبي طموحاتك.

مقالات اخري